الثلاثاء، 22 يونيو 2010

البيان المتواري في الرد على الانحطاط الاداري









بسم الله ابدأ وبه استعين...

ان من ميزة زماننا هذا ظهور الكثير من علامات الساعه التي اخبرنا بها الصادق المصدوق ... ومنها على سبيل المثال لا الحصر انتشار الكتابة، قال " :" إن بين يدي الساعة ظهور القلم" مسند الامام أحمد

لقد اصبحت هذه العلامه جلية في زماننا فمع انتشار القلم ( الكتابه بجميع انواعها وبخاصة الصحف والكتابة الالكترونية) ومع تيسر نشر المطبوعات من صحف ومجلات وكتيبات اتاح هذا كله لكل من تعلم (ألف باء تاء..) أن يطلق لنفسه العنان وان يخط بقلمه ما يشاء من كلمات وعبارات تبلورت في ذهنه اثناء جلسة سمر او خلال استلالة لانبوب ينفث من خلاله الدخان. فلم يشأ ان يقوم من جلسته تلك والا هو قد كتب مقالة عصره الذي شرح فيها صنوف العلوم، فتارة يكتب بقلم الخبير الاقتصادي وتارة اخرى نراه يكتب مقالا اداريا يفحم فيه اهل الادارة والقيادة.

ولو تبحرت قليلا في اي مقال كتبه في جريدة اخذت على عاتقها ان لا يكتب فيها الا من هو مبدع ومتخصص!! لو اردت ان تفند عبارات مقالاته لوجدت ان كل كلمة في واد، وان الفكرة الاساسية هي مشكلة شخصية يعاني منها صاحب المقال، اراد ان (يغثنا) بها وان تحتل مساحة وعمودا في جريدة لها قيمتها وقراءها، ولا ادري ما ذنب القاري الذي دفع قيمة جريدة ليستفيد من مقالات كُتابها في حياته العملية والشخصية، لا ادري ما ذنبه ان يُزج به في مشاكل خاصه يعاني منها الكاتب بينه وبين ادارته التي نفهم انه غير مقتنع بها فلربما كان هو الاكفأ ان يحتل تلك المناصب التي احتلها - المنحطون- على حد تعبيره.

اما اذا رجعنا للمقال الاخير والذي ابدع فيه فإننا نستطيع أن نرى أنه من خلال خبرته الادارية والعملية استطاع الكاتب ان يستنبط لنا مفهوما جديدا لم نسمع به من قبل ألا وهو الإنحطاط الاداري ... قد سمعنا من قبل عن التسيب الاداري والاهمال الاداري وغيره لكن يجب علينا ان نشكره على المفهوم الجديد والذي اناشد الجهات المختصه ان تسعى لتسجيل براءة اختراع باسم الكاتب في هذا الخصوص.

كاتبنا المبدع...

لا اعتقد انك سمعت بقول القائل:-

لا تنه عن خلق وتأتي بمثله ..... عار عليك إذا فعلت عظيم

فيا عجبي ..

كيف لي ان اطالب مديري ومن فوقه الى اعلى السلم الاداري بالالتزام والمصداقيه وعدم الانحطاط وانا بنفسي لي اسابيع واشهر متغيب عن العمل!!

كيف لي ان اطالبهم بمنحي فرصة الصعود في السلم وانا لا اقوى على السير إلا بعكازين - التملق والتسيب - !!

كيف لي انا اطلبهم بان يكونو قدوة للمسؤولية والمصداقية والأهلية لمناصبهم، وانا جل ما اقوم به من عمل من الساعه 10 صباحا الى الساعه 1 ظهرا هو قراءة الصحف وشرب الشاي والقهوة والدردشه!!

كيف لي ان اطالبهم بوقف افكارهم المسمومة - على حد تعبيرك - وانا انثر كلمات لا اعي معانيها ناهيك عن درايتي بسموميتها!!

كيف لي ان اطالبهم حسب تعبيرك بعدم الاستفادة من مواقعهم و وظائفهم وانا اول من يستفيد من منحي عمودا صحفيا لاغث القاريء بمشاكلي الشخصية بدل المشاكل العامه!!

كيف لي ان احدد لهم ما يستحقون وما لا يستحقون من امتيازات وانا اطالب بامتيازات لنفسي مقابل عملي كشارب للشاي والقهوة!!

كيف اطالب بدور رقابي عليهم وانا لا امارس الدور الرقابي على نفسي اولا!!

ذات مره قالي لي احد استاذتي الكرام: ان الاستاذ لا يتبه الا لصنفين من الطلبة هما: الفاشل المشاغب و المجتهد الناجح، فلا ادري اي منهما اختار هذا الكاتب لينال على الانتباه؟!!

ان التغيير ليس بالضرورة ان يبدأ من الجماعه او من الاعلى، فالتغيير الذي يترك اثرا وتاثيرا هو التغيير من الفرد او من اسفل السلم الاداري، فالتغيير الذي يمارسة الشخص على نفسه وبالتالي تتأثر به اسرته فمجتمعه هو الابقى مقارنة بالتغيير الذي ياتي بالفرض من الكل الى الفرد او من الاعلى الى الاسفل، لذلك يجب ان يتم التغيير من الاسفل ليصلح من هم بالاعلى - اذا كنت تعتقد انهم غير صالحون- فاصلح من نفسك لانك في الاسفل!!

جُل ما استطيع قوله:

صدقت يا سيدي يا رسول الله عندما قلت :" إن من أشراط الساعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر"


الأحد، 13 يونيو 2010

علمانية اعاصيرنا

· انخفاض الضغط الجوي تسبب في وصول الاعصار الى السلطنة

· الاعصار غير مسارة من مصيرة الى صور

· الاعصار يخفض من سرعته

· نرجو من الجميع توحي الحيطة والحذر

· الرجاء عدم الاقتراب من النوافذ والابواب

· لطلب اي مساعده الرجاء الاتصال بلجنة الدفاع المدني

اضحينا نؤمن بان كل ما حدث ويحدث هو من قدرة الطبيعة وان الطبيعة اصبحت غاضبة علينا ورمتنا بهذه الاعاصير، وان الاعصار يغير رأيه بين هينة واخرى حسب تعليمات الطبيعة.

قال الله تعالى:

هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ {22} سورة يونس

وصف الله سبحانه وتعالى قوما كافرين وهو راكبون البحر وبينما هم في الفلك اذ ضربتهم ريح عاتيه فلجأوا الى الله وعرفوا حينها ان الله حق وانه هو الاله الاوحد وان هذه الريح هي من أمر الله وانها جند من جنود الله وتسير بأمره سبحانه وتعالى.

ألم يجدر بنا ونحن من أسلمنا من دون ان تطأ ارضنا خف ولا حافر ان نعلم ان الاعاصير وغيرها ليست سوى جند من جنود الله وانها مسيرة بأمر وحكمة يعلمهما الله.

اين اختفى الخطاب الديني في عام 2007 وهذا العام؟!!

قد نقول اننا كنا مذهولين ولم نعي ما نفعل اعلاميا في 2007 من باب اننا نمر بالامر لاول مره وان الوضع كان جدا سيء والامكانيات من بشر ومعدات لم تكن متاحة اعلاميا، لكن حتى بعد انتهاء الازمة لم نرى على اي شاشة او صحيفة اي من شيخونا الاجلاء واللوم لا يقع عليهم بل على المؤسسة الاعلامية. كانت بلدنا محط انظار العرب وبخاصة الاخوة الخليجين وكأن الامر يصيبهم هم وليس عمان وحدها، فهاهو الشيخ مشاري العفاسي يجهز مقطعا خاصا ودعاء خاصا لعمان واهلها ويذاع طيلة فترة الازمة، وغيره من العلماء يخصصون حلقاتهم الاسبوعية على القنوات الفضائية من اجل الدعاء لعمان وتقوية الروح المعنوية من خلال تاكيدهم ان الاعاصير وغيرها من جنود الله وهو مجرد ابتلاء للمؤمنين، والغاء الفكرة العامة التي سادت المجتمع ان ما حدث هو عقاب.

انتهينا من 2007 ، واستقبلنا الاعصار الثاني وكان الاعلام في اتم استعداده فموفديه في كل مكان وفي وسط العاصفة وهو جهد يشكرون عليه، ولكن ان يتكرر تجاهل الخطاب الديني مره اخرى والناس في امس الحاجه اليه! لكن انى للاعلام ان يتجرأ ويقابل او يهاتف احد مشايخنا وقد وصلتهم اوامر من اقوى وزارة في البلاد، اوامر ليس لمنع مقابلة علماء الدين فحسب بل منع مذيع او صحفي من التطرق او توجيه رسائل الى الجمهور بوجوب الاستغفار والدعاء ناهيك عن التعرض الى ان ما يحدث هو ابتلاء من الله عز وجل.

اذا لم يتصدر الخطاب الديني ايام الازمات، واذا لم نتوجه لله بالدعاء والتبتل ليصرف عنا البلاء،وكما نؤمن بان الدعاء يرد القضاء، فمتى يا ترى سنكون محتاجين للخطاب الديني، أيام الاحتفالات؟؟!