الأحد، 4 أبريل 2010

ما بين اميتاب باتشن وعائض القرني



قد لا يعجب اي منهما اني قرنت اسمه بالاخر، كما قد لا يعجب معجبيهما كذلك، واحترت في البداية بأي الإسمين أبدأ في العنوان؟ فاخترت أن أستنجد بقواعد وأسس فنية وذوقية لأخرج من هذا الموقف منها: الحروف الهجائية فالاسم المعرب للأخ أميتاب يجعله في المقدمة، كما انه زار السلطنة مؤخرا والقرني زارها قبله بفتره غير بعيدة أيضاً، وكلاهما كانت زيارته الاولى للسلطنة. لكن العنصر الاهم الذي يجعل أميتاب في المقدمة في كل شي سواء عنوان مقالي المتواضع او غيره عند المقارنة بينه وبين د. عائض القرني، هو الجمهور ومن قبلهم مُسيري ثقافة الجمهور الذين يرغبون في تقديم الاول وتأخير الثاني وقد كان ذلك واضحا وجليا من خلال الاهتمام الذي حظى به الاول بداية من القاعات الكبرى التي شرعت ابوابها لاستقبال الضيف الكبير العلامة والنابغة والمثقف اميتاب باتشن والذي قدم لنا حظا وافرا من الاعمال والتي كان لها الاثر الكبير في توسعة مداركنا الثقافية المتدنية بالاضافة الى تنمية مهاراتنا الحياتية، من أجل ذلك كان من المحتم أن يُسمح له بقضاء اغلى الساعات في مسقط ليتسنى له شرح وتفصيل كيفية استطاعته أن يصل الى ما وصل اليه. وفي نفس الوقت أعلنت صحافتنا حالة استنفار قصوى لتغطية كل حركة وهمسة ولمسة من - فلتة الزمان- وأفردت له صفحات ضمن صفحاتها القليلة لنشر صوره وهو يتجول في مدينة مسقط العامرة وهو يصور - كمبتدء- في جنباتها التاريخية. لا اعتقد انه يوجد احد لم يعرف بقدوم اميتاب من خلال الزخم الاعلامي الذي صاحبه


. لا .. لا يذهب تفكيركم الى انني أهاجم نجم السينما أميتاب او لست من المعجبين به كاحد ممثلي بوليوود وكممثل فقط لا غير. لكن اين وجه المقارنة بين احتفائنا به واحتفائنا واهتمام المعنيين لدينا عندما يقدم علينا احد علماء المسلمين ممن يشار اليهم بالبنان ولم أذكر هنا د. عائض القرني الا على سبيل المثال لا الحصر ... حتى ان احدهم ياتي الى السلطنة ويلقي محاضراته – التي يستعد البعض لدفع مئات الريالات لحضورها – ويذهب دون ان يعلم بقدومهم احد .. حيث أن جل ما يكتب عنهم خبر صغير يحاول عبثا البروز وسط اخبار عدة وفي وسط إعلانات الخصوبة وتطويل الشعر والتخسيس، محاولا ان يستقرأ نفسه للقاريء في احدى الصفحات الداخلية لاحدى صحفنا المحلية

. فيا ترى من هو المُسير للثقافة العامة ومسؤولا عن توجيهها؟


ان الاعلام خاصة - وليس وحيدا - له الدور الاكبر في تحديد وتسيير اتجاه ثقافة العامة، فعندما نجد جُل اخبارنا عن اميتاب باتشن فلا تسألوني متى وأين كانت محاضرة القرني؟! ... عفوا من هو عائض القرني؟!!.

ليست هناك تعليقات: