الأحد، 2 يناير 2011

ماذا بعد خيانة الصف الثاني؟!!

إن المتتبع للمداخلات والتحليلات التي تبعت الاعلان الشبه رسمي في السلطنة تجاه خلية التجسس التي تم اكتشافها مؤخرا ، يلاحظ ان جُل التحليلات انصبت على نقاط معينه وهي:-

· صحة الخبر من كذبه

· شخوص خلية التجسس

· تبعيتها لاي جهه خارجية

· ماذا سيحدث لاعضاء الشبكه

لكن هناك أسئله مهمه جدا لم يتطرق لها اي من المدونين او كتاب المنتديات - على الاقل حسب علمي – هذه الاسئله سنرجع لها في نهاية الموضوع وقبل ذلك احببت ان القي نظرة عامه على الجاسوسية وعلمها وادابها واخلاقياتها.

إن التجسس ليست مهنه جديده اخترعها انسان القرن العشرين بل كانت تمارس من بني البشر منذ الأزل. التجسس هو عمليه تقوم بها بالعاده دول ضد دول اخرى او جماعات ضد جماعات اخرى والاصل في عمليات التجسس انها تكون بين ندين او خصمين كي يفوز احدهما بمعلومات استخباراتيه احيانا لا تقدر بثمن فمن خلالها يتسطيع ان يردع هجوم مسلح او يعطل صفقه عسكرية او يوجهه ضربة اقتصاديه ضد خصمه. وبُعيد الحرب العالمية الاولى ضهرت انواع جديده من التجسس وهو التجسس بين الدول والجماعات التي تحكمها علاقات ود ومصالح مشتركه وذلك نتيجة لغياب الحس الاخلاقي في القرن العشرين فالبرغم من وجود اتفاقيات ثنائية ودولية بين الاطراف فما زالت عملية الخروج عن تلك الاتفاقيات واحيانا الغائها من جانب واحد يثير التوجس لدى الطرفين، مما دعى الى انتحاء منحى جديد في التجسس وهو التجسس على الاصدقاء والتركيز عليه اكثر من التجسس على الخصوم وكأنهم يعملون بالمثل القائل (احذر عدوك مره واحذر صديقك الف مره !!)

واذا عدنا للتاريخ فانه اول جهاز استخباراتي معروف كان لدى الفراعنه وانشـأه (تحتمس الثالث) خلال حصاره لمدينة يافا عندما استعصى عليه فتحها. وفي التاريخ الاسلامي كان رجال الاستخبارات لهم الدور البارز في العديد من المعارك فالصحابي حذيفة قام بدور كبير في غزوة الخندق عندما تسلل ليلا بين كبار مقاتلي قريش وجلس بينهم دون ان يفطنوا له واستطاع ان يُخذلهم وان يطلع على اخر معلومات العدو. لم يشهد التاريخ اهتماما بالجاسوسية وميزانياتها الضخمه كما شهده القرن العشرين، فبدا ان امتلاك جهاز استخباراتي ضخم وذو كفاءه عاليه دليل على قوة الدولة داخليا وخارجيا. فداخليا يضمن للنظام الحاكم ( فردا او مؤسسة دستوريه) البقاء في سدة الحكم بالنسبة للاول والحفاظ على الدستور والنظام بالنسبة للثاني. اما خارجيا فهو بمثابة الحارس على علاقاتها الخارجية والمورد الاهم للمعلومات التي على اساسها يتم بناء السياسات الموالية والمعاديه.

هناك نوعان للتجسس: الاول عن طريق ارسال شخص او فريق مدرب بافضل وسائل واساليب التجسس الى الدوله المراد التجسس عليها وزرعه في المجتمع بحيث يصبح جزءا من ذلك المجتمع حتى يتسنى له الوصول الى اصحاب القرار ومصادر المعلومات مباشرة وفي بعض الاحيان قد يصل الى ان يكون هو بنفسه من اصحاب متخذي القرار في تلك الدوله - مثال رأفت الهجان في اسرائيل والجاسوس الاسرائيلي ( لا يحضرني اسمه) في سوريا) - لكن هذا النوع يتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا. اما النوع الثاني فهو تجنيد الجواسيس من ابناء المجتمع ذاته بوسائل الاغراء الكثيره وفي مقدمتها المال والنساء وعادة ما يكونون من متخذي القرار او من المقربين لهم، وهذا النوع تكمن الصعوبة فيه احيانا فقط في تجنيد اول عنصر ومن ثم تكون الامور سهله حيث يتولى ذلك المُجند مهمة تكوين الشبكة الاستخباراتيه. من وجهة نظري ان النوع الثاني يعتبر اكثر خطورة ويضع الدوله المستهدفه في موقف اكثر احراجا من النوع الاول.

ان عملية تجنيد الجواسيس لها عوامل نجاح عديده ومن وجهة نظري اهمها هو كيفية حماية جهاز الاستخبارات لمنتسبية من الجواسيس خصوصا اذا ما تم كشف مهمتهم ومن ثم تامين حياة امنه لهم ولاسرهم. ويتصدر جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد في قائمة الاجهزة في العالم في هذا الشأن وليس ما فعله تجاه الجاسوسة الاسرائيليه من أصل اردني (أمينه المفتي) الا اكبر دليل على ذلك.

بالرجوع الى اصل موضوعنا وهو خلية التجسس الحاليه والاسئله المطروحه والتداولات التي جرت في اروقة المنتديات وما سال من حبر في المدونات المختلفه باختلاف توجهاتها، حيث كما ذكرت ان ما تم مناقشته لم يخرج عن هذه المحاور:

· صحة الخبر من كذبه

· شخوص خلية التجسس

· تبعيتها لاي جهه خارجية

· ماذا سيحدث لاعضاء الشبكه

بينما تم اغفال تساؤلات مهمه الا وهي:

· محليا:-

o ما هي الدوافع التي دعت اشخاص مثل هؤلاء الى الاقدام على الخيانه العظمى، ومجموعة منهم بل قادة العملية برمتها هم من اعلى الرتب او كما وصفتهم احدى اخباريات الانترنت انهم من الصف الثاني في الحرس وفي القصر وغيره من الاجهزة.

o

o هل اغراءات المال كانت حجتهم؟ - لا اعتقد شخصيا ذلك - ، اذا لم يكن المال بالرغم من علمنا علم اليقين بانه تم اغراقهم باموال طائله، فيا ترى هل لوجودهم في تلك المناصب رأوا ما لا نراه مما دفعهم لفعل فعلتهم الشنيعه؟

o

o اذا كانت الخيانه قد وصلت للصف الثاني من الاجهزة الامنية، فيا ترى كيف ستكون ثقتنا في الصفوف التي تلي الصف الثاني؟

o

o هل يحق لنا ان نفاخر باكتشاف أمر الخليه وفضح المتسبب أم انه أمرمخــ....؟

o

o من سيتحمل التبعات: الشعبين ام الحكومتين؟

· في الدولة الاخرى واقليميا:-

o هل سيوافق مستقبلا الشيخ (م.ر.م) على تولي الشيخ (م.ز.س) مقاليد الدوله ام انها بداية النهاية؟

o ما هي ردة الفعل خليجيا وعربيا وايرانيا على التصريح الرسمي، هل من تنديدات ام انها شؤون داخليه؟

يا خبر اليوم بفلوس بكره بـ...... !!!

ليست هناك تعليقات: