السبت، 22 مايو 2010

مُلحد في مدارسنا ...

((حدث في احدى مدارس السيب، الحوار بتصرف من الكاتب))

الطالب: استاذ ليش صلاة الظهر 4 ركعات والمغرب 3 ركعات والصبح ركعتين؟؟

الاستاذ: سؤال جدا مهم و وجيه، لكن قبل ان اجاوب على اسالتك، قل لي انت من فرض علينا الصلاة؟

الطالب: الله عز وجل

الاستاذ: واين هو الله؟

الطالب: ما اعرف!!

الاستاذ: اذا كيف تتلقى اوامر وتعليمات وانت لا تعرف اين هو ولا تعرف شكله ولا تعرف كيف يبدو!!!

(( استغفر الله مما خطت يداي))


لا يهمني إن كان هذا الشخص ملحدا او مشركا او مؤمنا .. فهذا أمر بينه وبين ربه ... ولكن ان يمتهن مهنة من اشرف وارقى وأهم المهن فهذا ما لا يمكن السكوت علية... والادهى من هذا وذاك ان يكون مدرس الحوار السابق مدرس تربيه إسلامية -عذرا معالي وزير التربية – اقصد ثقافة اسلامية...


أقامت وزارة التربية الدنيا ولم تقعدها عندما تدنى مستوى الطلبة في اللغة الانجليزية .. فاشترطت ان يجتاز المتقدم للوظيفة اختبارات عالمية بدرجة عالية ولا نعيب عليها ذلك، لكن الم يكن من الواجب عليها ان تهتم ايظا بشاغلي وظائف المواد الاخرى والتي لا تقل أهمية عن اللغة الانجليزية، فكيف اتوقع ان يتعلم ابنائي احكام الصلاة والصيام والطهارة من امثاله - لا أعمم هذا المثال على الجميع - .ولكن أليس من حقي كولي أمر ان تكون لدي الثقه فيمن يدرس ابنائي فيكون ملما حقا بقواعد اللغة الانجليزية، وألم يكن هذا اهم الاسباب التي تجعل البعض يدفعون الغالي والنفيس لتعليم ابنائهم في مدارس ثنائية اللغة، ولكن اليس من حقي ايظا ان اطالب وزارة التربية باستحداث اختبار مماثل لجميع معلمي المواد الاخرى، أم انهم يكتفون بان هذا الخريج حاصل على معدل عالي من الجامعه او الكلية دون النظر الى امكانياته الفعليه ليصبح معلما وقبل ذلك مربيا لأجيال البلد - على سبيل المثال لا الحصر كان الاول على دفعتي في الحاسب الالي لا يعرف كيف يقوم بتنصيب برنامج على جهازه - اذا لا اعتقد ان من حصل على اعلى المعدلات هو معلم بمجرد شفاعة ذلك المعدل له، فلا بد من تمحيص المتقدمين لشغل هذه الوظيفة والتي هي اساس المستقبل للمجتمع ككل.


الم تستحوذ وزارة التربية على مئات الملايين من الريالات في الموازنة السنوية للدولة، هل نحن مستعدون ان تذهب هذه الملايين هباء منثورا لاننا وبكل بساطة نستثمرها في جيل المفروض ان لديه من المعرفة بعد قضاء اثني عشر عاما على مقاعد الدراسة ما يمكنه من مواصلة طريقة بدون ان نظطر الى صرف مئات الملايين الاخرى عليه مره اخرى لاعطائه نفس الجرعه من المعرفة التي يفترض انها لديه. اليس من الاولى صرف هذه الملايين على اختيار معلمين أكفاء، معلمين يستحقون حمل هذا المسمى، اليس من الاولى بدلا من تجربة كل سنة نظام جديد للتعليم بدءا من الاساسي وانتهاء بالتكاملي وصرف عليها ارقام خيالية، على ان يتم صرف هذه المبالغ على تهيئة الجو المناسب للمعلم ليتمكن من اداء واجبه على أكمل وجه.


لقد أصبح جُل اهتمام وزارة التربية أمرين لا ثالث لهما: الانشطة المدرسية، والتنمية المعرفية فقط لا غير، والغاية لديهم تبرر الوسيلة. فبالنسبة للأمر الثاني صار الاهتمام به كبيرا بسبب المتابعة السامية للموضوع ولتعديل صورة السلطنة على المستوى العالمي في مجال التنمية المعرفية - بالرغم من ان النتائج غير حقيقية بسبب تغشيش المعلمين (الذكور) الاجابات للطلبة - . أما بالنسبة للأمر الاول فاصبح المعلم والمعلمة يقضون معظم وقتهم سواء داخل المدرسة او خارجها لكيفية الفوز في المسابقات سواء على مستوى المنطقة او السلطنة او المستوى الاقليمي، ولا اعترض هنا على الاهتمام بالانشطة ولكن ليس ان يتحول المعلم الى مشرف انشطة ومحو حقيقة مهنته الشريفة.


فتحول التدريس من مهنة يعشقها ممتهنها ويتفانى في بذل قصارى جهده لتحقيق اهدافها، تحولها الى وظيفة لمجرد انها كانت وما زالت وظيفة مضمونة، والحصول على شهادتها وبدرجات عاليه من ابسط الامور هو احد اهم العناصر المسببة للمشكله. وكما يعلم الجميع فان هناك جامعات غربيه عديده تمنح شهادات عليا في الدراسات الاسلامية ولكن هل بالضرورة من ان يكون الحاصلين عليها مسلمين.. طبعا لا .. فمعظمهم غير مسلمين وقد يكون بعضهم بدون دين اصلا، فالحصول على شهادة وبدرجة امتياز في تخصص معين لا يعني بالضرور ان هذا الخريج مؤمن ومقتنع بالتخصص الذي درسه فإما ان الظروف اجبرته على هذا التخصص او انه تخصص يضمن له وظيفة وراتب في المستقبل. فالنتيجة التي نتوقعها من معلم كيمياء كان في القسم الادبي في الثانوية العامة هي نفسها النتيجة التي نحصل عليها من مدرس تربية اسلامية حاصل على الامتياز في الجامعه ولكنه ملحد بكل ما درس!!!


اعتقد جازما ان السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة: وزارة التربية في عدم متابعتها للمعلمين وعما يدور في كواليس المدارس، والمدرس نفسه الذي لا يتصف بالامانه في اداء وظيفته ولا يمتلك الجرأه لقول كلمة لا .. انا لا انفع لتدريس هذه المادة.


عذرا ابنائي لا بد من ان ابحث لكم عن مدرسة في كوكب اخر، فانا لا استطيع ان ادخلكم مدارس حكومية يعلمكم فيها مدرس (مطوع) متفقه في الدين مادة الفيزياء، ومدرس ملحد يدرسكم العقيدة، ومدرس متأنجلز (يتحدث الانجليزية افضل من العربية العامية) يعلمكم اللغة العربية وابيات عنتره وشوقي أو أن أدخلكم مدارس خاصة واتحمل تبعات الاختلاط متأكدا ان بسببه لن تقفوا على قبري وتدعوا لي.!!!


ان العملية التعليمية قبل ان تحتاج الى تجديد المناهج وتغيير اساليبها ومسميات الشهادات والمراحل وشطب وإضافة عبارات جديدة في الكتب الدراسية، قبل هذا كله نحن بحاجه لمن هو مستعد لأن يحمل هذه المسؤولية على عاتقة بدءا من رأس الهرم وانتهاء الى فراش المدرسة، نحتاج الى أناس نأتمنهم بحق على ابنائنا الذين يقضون معهم ساعات اطول مما يقضونها مع والديهم في البيت، نحتاج الى مربين قبل ان يكونوا معلمين.



(( عذرا ايها المعلم والمعلمة المتفانين في عملكم وتحملون هذه الامانة على عاتقكم، فشرذمة قليلة عممت الحكم على الجميع لكن الامانة تحتم عليكم الوقوف ضد اقرانكم الذين يحاولون تشويه صورتكم الناصعه))

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أتفق معك أن هناك ملحدين ولكن لا أتفق معك في كثير مما قلت !!
لأنك وبكل بساطة عممت ورميت الأحكام جزافا! ولا ينبغي منك أن تنسف كل المحاولات الجادة لتقويم الأوضاع! ويا أخي تذكر شيئا واحدا " أنت لست أليس وليست هذه بلاد العجائب" وليس العالم مثاليا فهذه دار الخطيئة ويجب عليك العمل بإستمرار لتقويم نفسك أولا ثم من حولك ثم مجتمعك وهلم جرا
ويجب أن تنظر دائما إلى الجانب المشرق للمشكلة لا أن تتشاءم وتولول
وأخيرا قل لي ما هي مقترحاتك لحل المشاكل التي ذكرتها؟؟!! ذكرت المشكلة ولم تبادر بإقتراح حلول لها!!
أتمنى أن تتقبل كلماتي بصدر رحب
لك خالص ودي