السبت، 1 مايو 2010

من يحمي شرف التعليم العالي؟!! (1)


من زمان قال أحد الشعراء:-

ومن البلية عذل من لا يرعوي .... عن غيه وخطاب من لا يفهم

سنرجع للاخ الشاعر اللي كان محظوظ وما عاش في هذا الزمان عذرا اقصد مع اهل هذا الزمان.

بصراحه صرت محتار ... بعد 14 سنة بأذن الله اولادي سيبلغوا الشهادة الثانوية العامة ... اسف يا وزير التربية (أول مره أرى عسكري وزيرا للتربية !!) - اقصد الدبلوم العام – لو انه تغيير المسمى ما راح يرفع مستوى الطلبه – المهم نرجع لموضوعنا ... بعد ان ينهي ابنائي الثانوية العامة فلا بد ان يكملوا مشوار التعليم العالي .. وهنا تبدأ الحيرة ... اما ان يكونوا من ضمن من تحتويهم الجامعة الحكومية الوحيدة او ان ينتسبوا الى الى بعض الجامعات والكليات الخاصة بالسلطنة المليئة بالكليات الخاصة والتي لم تكن اي منها موجوده قبل بضع سنوات.

بصراحه الخيارين أحلاهما مُر ... فالجامعة الحكومية وبالرغم من انها تستقطب ما يسمونهم – كما كان يطلق علينا رئيس الجامعه انذاك – نخبة النخبة، ولكن نخبة النخبة هذه وبخاصة في السنوات الاخيرة – من عام 1999 – تم توجيهها للاهتمام بالانشطة والمناشط والحفلات اكثر من اهتمامهم بالعلم والبحوث العلمية ...

ليس هذا لب الموضوع ... فهناك شي أهم من ذلك الا وهو .... المستوى الاخلاقي الذي وصلت اليه مؤسسات التعليم العالي، ساسرد عليكم موقفين ولكم الحكم فيهما:-

1. طالب جامعي قابع في الغرفة المخصصة للطلبة والطالبات وهي غرفة للمذاكره العامه منكب على كتابة، فجأه وتدخل احدى الطالبات ومن ذات تخصصه ودفعته لتستغل وقت الاستراحه بين المحاضرات للمذاكرة فتتراجع قليلا، دقائق معدوده وترجع مرة اخرى وبصحبتها طالبة اخرى!! لم تتقبل هذه الطالبة ان تجلس للمذاكرة وبمفردها وفي غرفة عامه بوجود طالب اخر !! .تاريخ الحدث احدى أيام العام 1997م.

2. كلية/جامعة خاصة وفي الفترة الصباحية .. الطلبة والطالبات متجمعون في الساحه الداخلية للمؤسسة التعليمية والمكيفة بالطبع، هناك بضعة كراسي متناثرة - الكراسي المستخدمة تدعوك للاسترخاء بمجرد الجلوس عليها - ، في الزاوية طلبة يتناقشون فيما بينهم في احدى المواد، في زاوية اخرى طالبات يتبادلن اطراف الحديث، وفي زاوية مكشوفة للكل طالب وطالبه جالسين بالقرب من بعضهما على الكرسي، وأقل ما يمكن ان يوصفا به ان كل واحد منهما بحضن الثاني، رجليهما متلاصقتان يد كل واحد منهما ممدوة خلف رقبة الثاني، لن نستطيع ان نجزم عما كان يدور بينهما من حديث فربما كان يتناقشان في احدى المعادلات الكيميائية التي احتار الايرانيين في الوصول لها لاستكمال برنامجهم النووي دون الحاجه لعمليات تبادل اليورانيوم. تاريخ الحدث احدى ايام العام 2009م.

الفارق بين الحدثين ما يقارب الاثني عشر عاما، ومن المؤكد ان هذا الفرق الكبير بين الموقفين لم يولد فجأة بل تتدرج ليصل لما وصل اليه ، والذي لا أعلم ما سيؤول اليه عند بلوغ ابني سن التعليم العالي، وهل ساجده في غرفة نومه يتذاكر محاضراته مع زميلته الجامعية او العكس!!

انا من المؤيدين دائما وبقوة الى ان المؤسسات الحكومية هي المسؤول الاول عن المستوى الاخلاقي والثقافي للشعوب - ولي في ذلك وقفة اخرى باذن الله - ، فبخصوص موضوعنا هنا ، ماذا يضير وزارة التعليم العالي ان تسن القوانين للجامعات والكليات الخاصة لتقنين عملية الاختلاط في مؤسساتها.وان تفرض رقابة صارمة على عملية تطبيق تلك القوانين. من خلال دراسة لمجموعة من هذه المؤسسات لم أجد سوى مؤسسة واحدة فقط تفرض قوانين على عملية دخول وخروج الطلبة والطالبات من الحرم والسكن الخاص بها، اما فيما عداها فالباب مفتوح على مصراعية لمن يود ان يمخر عباب التجارب الشبابية.

فهل ستبقى مؤسسات التعليم العالي كما هي عليه اختصاصها استقطاب الطلبة من اجل الربحية ولا شيء غير ذلك؟ متجاهلين الدور الكبير المنوط بهم من الجانب العلمي والبحثي والاخلاقي... وكما يعلم الجميع بان فترة الدراسة الجامعية لها الدور الاكبر في تحديد الشخصية المستقبلية للطالب. ومن خلال ما نراه في جامعاتنا وكلياتنا الحكومية والخاصة فالوضع لا يبشر باي مستقبل لهؤلاء الطلبة والطالبات.

الجمعة، 9 أبريل 2010

السخــــــــــــــــــــام النــــــووي

افتتح دكانه منذ زمن بعيد جدا، في زمن لم توجد فيه دكاكين في الحارة التي يقطنها او حتى في الحارات القريبه منه، حيث ان اقرب دكان له يبعد الالاف الاميال. فاستحوذ على تجارة الحاره التي هو فيها وفي الحارات القريبه منه، والعجيب في أن بداية هذا الدكان لم تكن تلك البداية المتواضعه او البسيطة من ناحية حجم ونوعية وأهمية البضائع التي يعرضها على أرففه لزبائنه، حيث انه بدأ ببضاعه كان الناس في أمس الحاجه لها في ذلك الزمان السحيق حيث انه استطاع ان ينوع من بضاعته بداية من المواد الغذائية النقيه من اية تدخلات جينية ونهاية بمواد خام هامه جدا كالنحاس، بل انه ذهب الى ابعد من ذلك حيث قام مسؤول التسويق في الدكان بتقديم اول اسلوب من نوعه في تسويق البضائع في تلك الحقبه الغابره وهي انه قام بتوصيل بضائعه بنفسه الى زبائنه فاخذت سفنه تمخر عباب البحار والمحيطات توزع النحاس تارة وتوزع اللبان تارة اخرى، وما هي الا فتره وجيزة حتى استطاع ان يسيطر دكانه على سوق تمتد من الصين الى البصره ومن بلاد فارس الى ارض الفراعنه، حاول بعضهم إفتتاح دكاكين اخرى بجانبه لكنها لم تستطيع ان تصمد امام الخطط العبقريه لمسؤول التسويق، ولخمسة الاف سنة اخرى استطاعت عبقرية التسويق نفسها ان تبقي الدكان فريدا من نوعه.ولكن دوام الحال من المحال فالبقاء على بضاعته من النحاس واللبان لسد حاجة من يعولهم لم تكن ممكنه، كما أن سفنه العملاقة اللتي تجوب البحار والمحيطات لم تعد تجد نفعا مع استخدام بني الاصفر للفحم الحجري لتسيير سفنهم – اللذي كان نووي زمانه في ذلك الوقت – لتسيير سفنهم ما اظطره الى مجاراتهم واستخدام الفحم الحجري منذ ما يقارب ال 150 سنه، ونجحت محاولاته ولكنه لم يقف مكتوف الايدي فذهب للبحث عن بضاعه جديده لدكانه حتى لا يسبقه غيره لها و وفق في العثور بعدها بسنوات طوال على ذهب اسود وبكميات تكفيه لاجيال عديده، ولكن هذه المره استطاع غيره ان يفتتح دكاكين اخرى لبيع الذهب الاسود ونجحوا في منافسة دكانه. فلم يحتمل ذلك فقرر المضي قدما في البخث عما هو جديد واذا به يجد نفسه يعوم على بحر من شيء لم يكن يتخيله، بضاعة لا ملمس لها ولا لون نعم انه الغاز الطبيعي ووجد ان لها سوقا رائجا فقرر ان يعود لطريقته القديمه في البيع وهي ان يذهب بنفسه للبحث عن الزبائن وتوصيل البضاعة لهم عوضا عن انتظار الزبون ليأتي اليه لكنه هذه المره قرر ان يستغل الفرصة جيدا لكي لا يخسر زبائنه مثلما حدث عند فتح سوق السخام الحجري قبل 150 عاما فباع كل بضاعته دفعه واحده وبسعر ذلك اليوم من باب الاحتفاظ بالزبون أفضل من البحث كل يوم على زبون جديد وبالطبع لم ينسى نفسه فاحتفظ بجزء يسير لنفسه واستخدامه اليومي. خلال ذلك نسي أهم شي في سوق منافس قوي وهو ان الدكاكين من حوله قد ازدادت وتنوعت بضاعتها، بينما اقتنع هو بما باع وأغلق على نفسه دكانه دون ان يستفيد لما يحدث في الدكاكين المجاورة وخاصة الدكان المجاور له.

فجأة...

التفت صاحب الدكان فوجد ان جل بضاعته قد باعها مسبقا وفي الوقت ذاته ازدادت حاجته اليومية لبضاعته والتي لا يملكها لانه باعها مسبقا. بينما الدكاكين من حوله ما زال لديها مخزون هائل من البضاعه.. لا بد ان يتصرف قبل ان تفرغ ارففه من البضاعه ... هل يذهب ويشتري من دكاكين جيرانه؟ .. هل يبحث عن بضاعه جديده؟. وخاصة ان احد جيرانه افتتح مؤخرا ستة دكاكين ذات بضاعه جديده لم يسبق لها مثيل في منطقته، لعل جاره سيتخدم نواة التمر هذه المره لانتاج حاجته من الكهرباء والماء، والادهى انه يعلم ان البضاعه المتواجده في تلك الدكاكين تزيد عن حاجة جارة .. فهل سيتوجه لشراء بضاعة احدى تلك الدكاكين السته ليسد بها حاجته اليومية وخاصة ان سيتسلم البضاعه مثل ما يقولون - مقشرة وبدون ان يتعب نفسه للتخلص من مخلفاتها - .. فما هو فاعل يا ترى؟

راح يبحث في دفاتره من الالاف السنين ...يا ترى ما هو الحل؟.. لكنه توصل الى انه لا يحب تلك ابضاعه المتوفره في الدكاكين السته القريبه منه.... فهو منذ ملايين السنين يأكل التمر ويرمي (النواة) ليستخدمها كعلف فهل انقلب الزمان لكي يذهب ليستخدم النواة .. حاشا وكلا!!

نعم .. وجد الحل .. لماذاذ لا استفيد مما لدي من بضاعه متوفرة في ارجاء منطقتي ولم ينتبه لها احد .. انه السخام .. فهناك كميات كبيرة من السخام لا يستفاد وخاصة من نواتج تنانير ( جمع تنور) العيد وغيرها الكثير.

لكن كيف سيقنع جماعته بما يريد فعله.. الامر سهل للغاية.. سيقيم مسؤول التسويق مؤتمرا عالميا ليروج لبضلعته الجديده من السخام الحجري وبالطبع سيجلب لها كل علماء الارض اللذين فقط يؤيدون فكرته ليخرج المؤتمر بايجابية استخدامه السخام الحجري بنسبة 101%.

الأحد، 4 أبريل 2010

ما بين اميتاب باتشن وعائض القرني



قد لا يعجب اي منهما اني قرنت اسمه بالاخر، كما قد لا يعجب معجبيهما كذلك، واحترت في البداية بأي الإسمين أبدأ في العنوان؟ فاخترت أن أستنجد بقواعد وأسس فنية وذوقية لأخرج من هذا الموقف منها: الحروف الهجائية فالاسم المعرب للأخ أميتاب يجعله في المقدمة، كما انه زار السلطنة مؤخرا والقرني زارها قبله بفتره غير بعيدة أيضاً، وكلاهما كانت زيارته الاولى للسلطنة. لكن العنصر الاهم الذي يجعل أميتاب في المقدمة في كل شي سواء عنوان مقالي المتواضع او غيره عند المقارنة بينه وبين د. عائض القرني، هو الجمهور ومن قبلهم مُسيري ثقافة الجمهور الذين يرغبون في تقديم الاول وتأخير الثاني وقد كان ذلك واضحا وجليا من خلال الاهتمام الذي حظى به الاول بداية من القاعات الكبرى التي شرعت ابوابها لاستقبال الضيف الكبير العلامة والنابغة والمثقف اميتاب باتشن والذي قدم لنا حظا وافرا من الاعمال والتي كان لها الاثر الكبير في توسعة مداركنا الثقافية المتدنية بالاضافة الى تنمية مهاراتنا الحياتية، من أجل ذلك كان من المحتم أن يُسمح له بقضاء اغلى الساعات في مسقط ليتسنى له شرح وتفصيل كيفية استطاعته أن يصل الى ما وصل اليه. وفي نفس الوقت أعلنت صحافتنا حالة استنفار قصوى لتغطية كل حركة وهمسة ولمسة من - فلتة الزمان- وأفردت له صفحات ضمن صفحاتها القليلة لنشر صوره وهو يتجول في مدينة مسقط العامرة وهو يصور - كمبتدء- في جنباتها التاريخية. لا اعتقد انه يوجد احد لم يعرف بقدوم اميتاب من خلال الزخم الاعلامي الذي صاحبه


. لا .. لا يذهب تفكيركم الى انني أهاجم نجم السينما أميتاب او لست من المعجبين به كاحد ممثلي بوليوود وكممثل فقط لا غير. لكن اين وجه المقارنة بين احتفائنا به واحتفائنا واهتمام المعنيين لدينا عندما يقدم علينا احد علماء المسلمين ممن يشار اليهم بالبنان ولم أذكر هنا د. عائض القرني الا على سبيل المثال لا الحصر ... حتى ان احدهم ياتي الى السلطنة ويلقي محاضراته – التي يستعد البعض لدفع مئات الريالات لحضورها – ويذهب دون ان يعلم بقدومهم احد .. حيث أن جل ما يكتب عنهم خبر صغير يحاول عبثا البروز وسط اخبار عدة وفي وسط إعلانات الخصوبة وتطويل الشعر والتخسيس، محاولا ان يستقرأ نفسه للقاريء في احدى الصفحات الداخلية لاحدى صحفنا المحلية

. فيا ترى من هو المُسير للثقافة العامة ومسؤولا عن توجيهها؟


ان الاعلام خاصة - وليس وحيدا - له الدور الاكبر في تحديد وتسيير اتجاه ثقافة العامة، فعندما نجد جُل اخبارنا عن اميتاب باتشن فلا تسألوني متى وأين كانت محاضرة القرني؟! ... عفوا من هو عائض القرني؟!!.

بسم الله ابدأ هذه المدونة

داعيا الله عز وجل ان تنال على اعجاب كل من يمر بها